مصابون بالايدز دون ذنب .. ويحرمون من التعليم !

مصابون بالايدز دون ذنب .. ويحرمون من التعليم

19/6/2008
عمان – خلود الخطاطبه

لحظة فرح طال انتظارها لعائلة اردنية، تحولت الى مأساة حقيقية بعد ان فاجأ المخاض الأم وهي خارج الأردن واضطرت لتلقي وحدات عديدة من الدم نتيجة النزف، ليتبين لاحقا انها ملوثة بفيروس الآيدز.

انجبت الأم طفلة قامت بارضاعها قبل ان تعلم باصابتها، وهكذا فتحت المولودة عينيها على الحياة مثقلة بفيروس الآيدز الخطير، دون أي ذنب اقترفته ووالدتها ،ولكنه القدر.

توفيت الأم بعد فترة وجيزة نتيجة لأصابتها بالمرض، وبقيت الطفلة أمل دون صدر حنون تصارع اليتم والمرض.

وبدأت رحلة عذابها ووالدها واخوتها مع رحلة اصابتها بالآيدز، في ظل نظرة المجتمع ونبذه للمصابين بهذا المرض وما يلقونه من تمييز، مع العلم أن امل تبلغ الآن الخامسة عشرة من عمرها، ولغاية الآن لم تعلم انها مصابة بفيروس الآيدز وكل ما يقال لها انها مريضة بمرض نادر بالدم، ولكن المشكلة الكبرى انها حرمت من التعليم بسبب اصابتها بالفيروس .

فمنذ بلغت السادسة ووالدها يحاول ادخالها المدرسة، او اية جهة تتبنى تعليمها ولكن دون جدوى، فالجميع يرفضون استقبالها حين علمهم بمرضها اضافة لحجمها الصغير الذي لا يتناسب مع عمرها.

فأي ذنب اقترفت لتبقى حبيسة المنزل، تعاني الوان العذاب الجسدي والنفسي نتيجة للمرض، ومحرومة من ابسط حقوقها كالتعليم؟.

ويارا ايضا المصابة بفيروس الآيدز والتي تراجع المركز محرومة من التعليم لذات الأسباب رغم انها تبلغ الآن العاشرة من عمرها ، وكان والدها اصيب بالمرض خارج الأردن ولم يعلم بذلك وعاد الى بلده وزوجته وهو يجهل ما اصابه، ونقل العدوى لزوجته فتوفي كلاهما وتركا خلفهما يارا التي ما زالت تعاني المرض وتوابعه.

رئيس قسم الأمراض المنقولة جنسيا ورئيس مركز المشورة والفحص الطوعي التابع لوزارة الصحة د.رجائي العزه اشارالى ان هذه القصص من عشرات قصص المتعايشين مع الفيروس والذي يقدم لهم المركز الرعاية الصحية والنفسية والأجتماعية اللازمة، فيزودهم بكل ما يحتاجونه من علاجات ويثقفهم بطرق الوقاية خصوصا للأزواج المصاب احدهم فقط،فيتم فحص المخالطين له من زوجة وأولاد وغيرهم وتزويد الزوج بالواقي الذكري في حال عدم اصابة الزوجة، وتعريفهم بالأجراءات الوقائية لتلافي انتقال المرض للطرف الآخر ،ومراجعة المركز بشكل دوري لأجراء الفحوصات .

وعن المصابين بالفيروس والذين ينوون الزواج- يقول العزه- يأتي دورنا هنا بطلب احضار الطرف الآخر غير المصاب للمركز طوعيا ،وابلاغه باصابة الطرف الآخر وتوضيح الصورة بشكل كامل له، واذا ما كان الوقت مناسبا للزواج وما هي الأجراءات الوقائية لمنع انتقال العدوى للطرف الآخر.

وتحدث د. العزه عن احدى الحالات التي تراجع المركز لشاب مصاب بالفيروس احب فتاة واراد الزواج بها وهي رغم معرفتها باصابته الا انها وافقت على الزواج به ، وهما الآن يراجعاننا للمشورة والنصيحة وطرق الوقاية التي يجب اتباعها من الزوجة لتلافي الأصابة.

واشار الدكتور العزة الى وجود 57حالة مسجلة حاليا في مركز مشورة عمان يراجعون المركز بشكل دوري لتلقي العلاج والفحوصات اللازمة اضافة للورشات الأرشادية.

وأكد الدكتور العزة ان الأستمرار بتناول الأدوية وبانتظام للمصابين بفيروس الآيدز في اغلب الأحيان يؤدي الى تناقص كمية الفيروس او اختفائه وبعض الأزواج ممن يصلون الى هذه المرحلة يرغبون بالأنجاب ، وفي هذه الحالة تكون فرصة انتقال الفيروس للزوجة معدومة وبالتالي فرصة انجاب طفل غير مصاب كبيرة جدا وربما تكون فرصة اصابة الطفل معدومه، واضاف بالفعل حدث وانجب زوجان في هذا الوضع طفلا وكان غير مصاب

للخبر من المصدر